"إنه ميسي يا مان".. الفتى المعجزة الذي لا يستطيع مدافع تقييد
حركته ولا يمكن لمدرب وضع خطة تمنعه من التسجيل، وهذا ما لمسناه في
المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم التي خطف فيها ميسي
ورفاقه اللقب لمصلحة فريقهم الكاتالوني برشلونة على حساب مانشستر يونايتد
3-1.
ويستحق ميسي أن يكون اللاعب رقم واحد في المباراة بعد المجهود
الفردي والجماعي الذي بذله في اللقاء وسحر به المراقبين الفنيين بما فيهم
نجوم مانشستر يونايتد الذين بدورهم هنؤوه وفريقه على الفوز وسط أجواء نظيفة
ليست كتلك التي جمعت أبناء البلد الواحد في نصف النهائي بين الغريمين
"برشلونة وريال مدريد".
"ميسيدونا" -نسبة لمواطنه الأسطورة مارادونا- كان نجماً فوق العادة
بنهائي الأبطال وتوج أداءه الراقي ولمساته الساحرة بتكتيك منضبط هجوماً من
مختلف المحاور حتى تكللت تحركاته ومراوغاته بهدف الأمان الذي أحرزه من
خارج المنطقة ليهز شباك الهولندي العملاق فان دير سار ويصعق كل من آزر
"المان" وأغلبهم من أنصار ريال مدريد.
النجم الأرجنتيني الذي يحتفل بميلاده الرابع والعشرين في 24
حزيران/يونيو المقبل بات أفضل لاعب في العالم ومرشح بقوة ليكون الزعيم
الجديد على عرش الكرة العالمية خلفاً للبرازيلي بيليه ومواطنه مارادونا
والفرنسيان ميشيل بلاتيني وزين الدين زيدان، ولا ينقص اللاعب المعجزة سوى
الفوز مع التانغو بلقب كأس العالم.
هناك من ينعت ميسي بالقزم سخرية من قصر قامته إلا أنهم في قرارة
أنفسهم يدركون خطأهم الفادح بالتعدي على لاعب بمؤهلاته وإمكاناته الخارقة
في السيطرة على الكرة وتسجيل الأهداف، ولعلهم شاهدوا بأم عينهم كيف عبر
اللاعب عن فرحته بتسجيل هدف في مرمى مانشستر إذ بدت فرحته هستيرية بركله
مكبر الصوت المثبت على خط الملعب في صورة لم يعتد الجمهور أن يراها من ميسي
وكأنه يريد إيصال رسالة لجمهور مدريد "الأبيض" تقول: "طالما أنا في الملعب
سأسجل في شباككم وشباك غيركم".
نتساءل.. هل ستشهد الملاعب بزوغ نجم يخطف الأضواء من ميسي في
الأعوام المقبلة أم أنه سيبقى النجم الأول في تاريخ اللعبة؟ خصوصاً أنه
صغير السن وينتظره مستقبل مشرق في عالم الساحرة المستديرة.