لحظة الحسم الأوروبية تقترب، عندما يستضيف ملعب "ويمبلي" بالعاصمة
البريطانية لندن المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا بين مانشستر يونايتد
الإنكليزي وبرشلونة الإسباني، في التاسع والعشرين من أيار/مايو الجاري.
بطلا إنكلترا وإسبانيا يبحثان عن التتويج القاري بعد أن نجحا في
الهيمنة على مجريات اللعبة كلٌّ في بلده، والمديران الفنيان للفريقين
يسعيان إلى الظفر بالبطولة للمرة الرابعة في تاريخ كل نادي.
الاسكتلندي أليكس فيرغسون مدرب "الشياطين الحُمر" والإسباني جوسيب
غوارديولا قائد سفينة الـ"بلوغرانا" يُحضّران أسلحتهما الفتاكة للإمساك
باللقب، بعد عامين من نهائي جمع الفريقين ذاتهما والمديرين الفنيين نفسهما،
وانتهى لصالح الفريق الكتالوني بهدفين نظيفين.
أسلحة هذا .. وذخائر ذاك واين روني وراين غيغز وخافيير هيرنانديز (تشيتشاريتو) وبول سكولز
ومايكل كاريك وريو فيرديناند وآخرون في مانشستر يونايتد، وليونيل ميسي
وتشابي هيرنانديز وأندريس إنييستا ودافيد فيا وسيرجيو بوسكيتس وجيرارد
بيكيه وآخرون في برشلونة، وجهاً لوجه، وبلغة الحسابات تبدو الكفة متوازنةً
إلى حدِّ ما، وإذا كان لاعبو برشلونة لديهم الأفضلية المهارية فإن أبناء
"فيرغي" يمتلكون الأفضلية التكتيكية على أرضية الميدان.
في الغالب سيكون الحذر هو أول سلاح يستخدمه الفريقان من أجل الحفاظ
على شباكهما نظيفة، لا سيما أنهما يمتلكان خطيْ دفاع من عيارٍ ثقيل، ثم
يأتي دور المغامرة أو المجازفة بمرور الوقت خلال أحداث اللقاء.
ولكن ماذا لو طالت فترة الحذر إلى التسعين دقيقة زمن الوقت الأصلي
للمباراة؟ ماذا لو امتدت المباراة إلى وقتٍ إضافي أو ركلات ترجيح؟
الأفضلية لـ " الشياطين " احتمالٌ واردٌ في المباريات النهائية أن يعجز الفريقان عن هز
الشباك، خاصةً إذا كانا متقاربيْن في المستوى مثلما هو الحال في مباراة
"ويمبلي"، وإذا تساوت فرص التسجيل وتعادلت البدائل الهجومية هنا وهناك.
اللجوء إلى الوقت الإضافي يدخل بالمباراة إلى منعطفٍ آخر، ويُبعثر
أوراق المديرين الفنيين خارج الملعب واللاعبين داخله، لكن ما لا شك فيه هو
أن الـ"سير" سيكون أكثر سعادةً من "بيب" في هذه الحالة، لأن اللياقة
البدنية للاعبي مانشستر يونايتد ستكون مسعفةً لهم أكثر من الحال في الطرف
الآخر.
إذا امتدت المباراة لوقتٍ إضافي ستظهر الفروقات بين الدوري
الإنكليزي والإسباني، وسيتضح أن الأول يتفوق على الثاني في صنع لاعبين
لديهم قدرةً خارقة على اللعب لفتراتٍ طويلة، والركض لأكثر من ساعة دون كللٍ
أو تعب، وهذه النقطة ستُرجّح بالتأكيد كفة مانشستر يونايتد.
فان دير سار يصنع الفارق نقطةٌ أخرى سوف تُثلج صدر فيرغسون هي امتلاكه حارس مرمى قد يكون
الأول أو الثاني على المستوى العالمي حالياً، هو الهولندي إدوين فان دير
سار، رغم تجاوزه حاجز الأربعين عاماً، ورغم أن نهائي "ويمبلي" سيكون الأخير
في تاريخه المهني إذ يُعلن بعدها الاعتزال.
فان دير سار صاحب الـ 197 سنتيمتر سيكون إلى جانب فريقه إذا ما
اضطر الطرفان إلى اللجوء لركلات الترجيح من نقطة الجزاء، وهو بخبرته
الواسعة وقامته الفارعة وإمكانياته البدنية والفنية المبهرة سيتفوق بسهولةٍ
على فيكتور فالديز حارس مرمى برشلونة، الذي يتمتع ببعض الفنيات لكنه عادةً
ما لا يُختبر في مباريات برشلونة، لأن زملاءه يُمسكون بالكرة أكثر من 70%
في معظم اللقاءات.
إدوين الذي سوف يُعلن الاعتزال بنهاية الموسم قد يُنهي مسيرته
بإهداء ناديه دوري أبطال أوروبا، وسيكون وقتها مسك الختام للحارس الدولي
السابق.
احتمالاتٌ كثيرة بانتظار الفريقين وعشاقهما في النهائي المرتقب
لدوري أبطال أوروبا إذا ما آلت المباراة إلى وقتٍ إضافي أو ركلات ترجيح،
لننتظر ونرى...