هليل
•متى تتغير خريطة الدورى المصري؟!! هل الأهلى مربوط على اللقب, والزمالك مكتوب عليه الشقا؟!!
الأسئلة الثلاثة يطرحها جمهور الأهلى والزمالك معا بعد أن تخلى الزمالك
عن الانفراد بالصدارة التى احتلها من بداية الموسم ووسع الفارق مع الأهلي،
حتى أن الجماهير الحمراء ظنت أن الدرع سينتقل بعد سبع سنوات من الجزيرة
إلى ميت عقبة.
ولكن عجائب الكرة مستمرة, وطرائفها لا تتوقف, لأن الصراع الأزلى
والمفاجآت هى أحلى ما فى كرة القدم..فإذا انفرد الزمالك..طارده الأهلي,
وإذا توقف الزمالك..تدب الغيرة فى قلب الأهلاوية فيتوقف الفريق هو الآخر
وكأنه يرفض الهدية الزملكاوية, ليصعد الاثنان على القمة ويتشابهان فى
النقاط, وهنا يكمن الصراع الحقيقى كلما اقتربنا من خط النهاية..وما يحدث
على القمة, يتكرر فى صراع الهبوط, حيث تعملقت بعض الفرق المهددة مثل
المقاولون الذى تحسن كثيرا عنه فى السابق, وعرف طعم الفوز بعد اشتياق ووادى
دجلة يريد الهروب من «كماشة» الثلاثة الضعاف، بينما الأزمة الحقيقية تكمن
فى الكرة السكندرية..الاتحاد المهزوز..وسموحة الضائع, لأن هبوطهما هذا
الموسم يحكم بالإعدام على الكرة فى العاصمة الثانية بعد أن سبقهما خروج
الأولمبى مع الكروم من دائرة الأضواء.
أداء متذبذب
•أداء فرق الدورى فى الجولة الثالثة والعشرين متذبذب..بالمقارنة بما
قدمته الفرق من قبل..الأهلى الذى كان سيئا فى لقاء الإنتاج تألق وفاز على
الحرس بالثلاثة..والإسماعيلى الذى انهار إداريا وفنيا وتم تغيير الجهاز
الفنى وخسر نقطتين أمام المقاصة..عاد وفاز بالأربعة على الشرطة الذى هو من
أفضل فرق الدورى .والزمالك الذى يتصدر الجدول خسر من المقاصة الذى لعب
بعشرة لاعبين, والمقاولون الذى يسكن القاع عاد وفاز خارج أرضه على سموحة
المنافس, أى أنه فاز بست نقاط على اعتبار أن المهزوم منافس له.. حتى وادى
دجلة هزم الجونة بثلاثية وهى نتيجة غير متوقعة بعد التحسن الكبير الذى طرأ
على الجونة.
أما المفاجأة المدوية هذا الأسبوع.. فهى فوز الإسماعيلى برباعية على
اتحاد الشرطة ودخول حسنى عبدربه نادى الهاتريك وهى نتيجة كبيرة بالمقارنة
بتعادلات أو خسائر الإسماعيلى السابقة...كل تلك النتائج تعكس تركيز الفرق
فى المباريات، خاصة كلما اقتربت نهاية البطولة..أما خسارة بتروجت من
المصري, فهى نتيجة كانت متوقعة بعد مسلسل الفشل البتروجتى خلال الدور
الثانى الذى خسر فيه الفريق بقيادة مدربه المتعالى حلمى طولان 20 نقطة
متتالية, ولولا ما جمعه الفريق فى الدور الأول لكان فى قاع الجدول.. لذلك
صدر قرار إقالة طولان وجهازه فور آخر خسارة أو آخر فرصة حصل عليها فى لقاء
المصرى البورسعيدى وخسرها بتروجت على أرضه وأمام جماهيره التى طالبت بطلاق
بتروجت وطولان بالثلاثة..وها هو قد رحل بجهازه ليأتى محمد عمر المدرب
الخلوق ويقود الفريق بداية من اليوم.
طرائف وعجائب
•وصراع القمة بين الأهلى والزمالك سيستمر ولاشك حتى آخر مباراة بعد أن
تساوى الاثنان برصيد 46 نقطة, لكن العجيب أن دفاع الزمالك مهزوز بشكل واضح,
ومشكلته أنه سيلعب المباريات القادمة فى الإسكندرية وبورسعيد ومع فرق
مهددة بالهبوط مثل وادى دجلة الذى عرف طريق الفوز أو فرق متعملقة مثل
الشرطة والإنتاج والطلائع.
ومن المشاكل الأزلية فى الزمالك هذا الموسم أن دفاعه مفتوح وتلقى مرماه
24 هدفا أى بنسبة تفوق الهدف فى المباراة..وظهر مستوى التكتل الدفاعى
للزمالك فى آخر لقاء مع مصر المقاصة أقل وأضعف بكثير من مستوى الانتشار
الهجومى للمقاصة فكانت فرص المقاصة أكثر خطورة على مرمى عبدالواحد الذى
أنقذ هدفين محققين, أما عن الأداء الجماعى للزمالك فقد يميل أحيانا إلى
الناحية الجمالية ولكن فى وسط الملعب فقط ودون خطورة مستمرة خاصة فى ظل
الكماشة الدفاعية الرائعة التى فرضها طارق يحيى المدرب الواعى على مصادر
الخطورة مثل عمرو زكى الذى كان يميل لليسار هروبا..وياسر المحمدى الذى لم
يكن موجودا, وشيكابالا الذى استسلم للرقابة تماما ومال للأنانية بعض
الأوقات.
العذر فى التحكيم
وإذا كان ثوار المقاصة قد وضعوا الزمالك تحت الحصار ونجحوا فى فرضه على
الفريق الأبيض فهذا يذكر لطارق يحيي, ويستحق عليه لاعبو الزمالك اللوم,
ولكن ما فعله ياسر
محمود الحكم لا يغتفر, حيث أصابه العشا الليلى وهو على بعد مترين من لمسة
يد وضربة جزائية لا نقاش فيها, شاهدها وتابعها وراقبها من كانوا فى مرسى
مطروح والصعيد وبحرى ولكن الوحيد الذى لم يرها هو ياسر محمود الحكم وعلى
بعد مترين..وظلم فيها الزمالك, بل وأهدى المقاصة الفوز..رغم طرده لاعبا فى
الشوط الأول وأضاع على الزمالك هدفا..على الأقل لتحقيق التعادل.
•هذا لا يقلل أبدا من فريق المقاصة الذى حافظ على شباكه ثم فاز بهدف
وثلاث نقاط وهو يلعب بعشرة لاعبين, وتألق المخضرم أيمن عبدالعزيز بشكل ملفت
للنظر وأجاد طارق يحيى التغيير والتعديل وقيادة الفريق بشكل رائع يؤكد أن
المقاصة من أفضل فرق الدورى أداء.
ولابد لحسام حسن الذى احتار مع اللاعبين ومستواهم المتذبذب من لقاء
لآخر أن يعالج الهجوم العشوائى للفريق والأنانية المفرطة أمام مرمى الخصم
بعد أن شعر كل لاعب أنه النجم الأوحد فخسروا أمام فريق طارق يحيى الزملكاوى
شحما ولحما وخرج وتعبيرات وجهه مشتتة ما بين فرحة فوز فريقه الذى يدربه,
وهزيمة الزمالك ناديه وبيته السابق وقد تكون الهزيمة سببا فى إهدار دم
اللقب!
أنياب الأهلي
• وبنفس طريقة الزمالك.. يسير الأهلى الذى يتذبذب أداؤه من لقاء لآخر..
فبعد سلسلة انتصارات بفارق هدف أو تعادلات.. يعود ليفوز ويكشر عن أنيابه
فجأة أمام حرس الحدود ويسجل ثلاثية نظيفة ويقدم أداء يفوق ما كان عليه من
قبل.. خاصة بعد عودة العناصر الأساسية الثابتة أصحاب الخبرة مثل أحمد حسن
وحسام غالى وجدو الذى استعاد وجوده..فظهر الأهلى فى ثوب جديد وتخلص من عقبة
الحرس بجدارة تخيف وترعب الزمالك وربما كان عرضه وفوزه بالثلاثة سببا فى
ارتباك لاعبى الزمالك أمام المقاصة ، رغم أن القياس مع الفارق بين المقاصة
الرائع والحدود المهزوز!!
وفوز الأهلى ليس مؤشرا لاستمرار عروضه الجيدة لاسيما وأنه سيلعب
مباريات صعبة بالقاهرة مع بتروجت المجدد بعد رحيل طولان وإنبى القوى
والإسماعيلى المنافس ثم الزمالك فى القمة التى قد تكون حاسمة وسموحة
والمقاولون والمقاصة وهو الفريق الذى قد يحدد اتجاه الدرع بعد أن أطاح
بالزمالك ومن أدرانا لو كان الأهلى هو الآخر فى آخر أسبوع للدورى يحتاج
لنقطة أو لنقطتين.. ويأتى المقاصة ليفعلها ويرد طارق يحيى الجميل لكل
الزملكاوية لتعويضهم عما حدث مع الزمالك!!
سحر الدراويش
•لكى نحسبها بطريقة صحيحة, فالإسماعيلى مازال فى دائرة المنافسة على
اللقب أو قل «السنيد»..رصيده 42 نقطة بفارق أربع نقاط فقط عن الأهلى
والزمالك أى أن هزيمة أحدهما – وهذا وارد – ستمحو هذا الفارق, لكن من
أدرانا بمستوى الإسماعيلى القادم وهو المذبذب ما بين لقاء وآخر..رغم
امتلاكه لكل مفاتيح الفوز من مهارات فردية وأداء جماعى جيد يعكس سحر
الدراويش ورحيق الإسماعيلى الذى تعودناه علية منذ نصف قرن!! خاصة فى الأداء
الهجومى القوى الجميل, لكن ينقصه التركيز الدفاعى لأن أخطاء الدفاع كثيرة
وقاتلة.
•إنبى استعاد توازنه المفقود.. يقدم كرة جيدة ويحقق قفزات رائعة, تقدم
للمركز الرابع بجدارة, يملك القدرة على تقديم المفاجآت فى اللقاءات القادمة
بعد أن تحسن من لقاء لآخر.
•اتحاد الشرطة.. الحصان الجامح.. توقف فجأة فى محطة الإسماعيلية وأصيب
بأربع طعنات لم يعودنا عليها من قبل..رغم أن دفاعه أفضل دفاع فى الدورى
طبقا للأرقام, والسؤال الذى يبحث عن إجابة.. كيف يدخل مرماه من الإسماعيلى
ربع الأهداف التى سكنت شباكه طوال المسابقة!؟!
كلمة السر موجودة فى حارس المرمى الذى تلقى الكرات الثابتة بقلب مفتوح!! لكن هذا لا يقلل أبدا من قيمة الشرطة!!
•مصر المقاصة..فريق المفاجآت الثابتة..يقدم كرة جماعية حديثة متطورة,
وأجمل ما فيها ثقة اللاعبين فى أنفسهم وقدرة طارق يحيى على قيادة الفريق
أثناء المباراة..مدرب قصير..مكير..خبيث..يأكل ويشرب كرة قدم متطورة.
•المصرى البورسعيدى . أخيرا وجد نفسه مع طه بصرى واكتشف كنز اللاعبين من جديد!!
•بتروجت..منك لله يا كابتن حلمى .أهدرت دم فريق عملاق, وربنا يسترها مع محمد عمر!!
•فرق القاع.. مازال المشوار طويلا, لا تيأسوا لأن المجال مفتوح على مصراعيه للبقاء!!