من دون شك
الليجا الإسبانية هي أحد أقوى الدوريات الأوروبية إن لم تكن أقواها فعلاً،
ولهذا فإن الفرق الإسبانية دائمًا تتواجد في المسابقات القارية وحضورها
يكون وازنًا وفعالاً دائمًا، هذا الحضور القوي يجعلها تتخطى الأدوار الواحد
تلوى الآخر فتجد نفسها مضطرة لتتواجه في معارك محلية أو ما يصطلح عليه
بالديربي، هو ليس ديربي مدينة ولكنه ديربي البلد...
ريال مدريد
وبرشلونة هما أكثر الفرق الإسبانية تواجدًا في دوري أبطال أوروبا ذلك أنهما
أقوى فريقين في شبه الجزيرة الإيبيرية ولهذا فقد يكونان أكثرها تواجهًا في
مباريات كلاسيكو أوروبي ولكن هناك فرق أخرى قالت كلمتها وحضرت بشكل وازن
في هذه المسابقة وخاصة فالنسيا الذي وصل في مناسبتين إلى النهائي دون أن
يتمكن من تحقيق اللقب ليبقى دينًا في رقبتهم ينتظر التسديد. في هذه الفقرة
نستعرض أهم ثلاث مواجهات إسبانية في تاريخ أهم بطولات الأندية في العالم.
نـهــايــة الـسـيـطـرة الـمدريـديـة (1960/1961): نعم، لقد كان ريال مدريد مسيطرًا على دوري أبطال أوروبا في أول خمس نسخ
منه، دخل دور ثمن النهائي من موسم 1960/1961 كالعادة ولكنه اصطدم بغريمه
التقليدي برشلونة...
كانت لهذه المواجهة دلالات
كثيرة، فريال مدريد كان قد أخرج برشلونة من المسابقة في دور نصف النهائي
من النسخة التي سبقت وكانت هذه فرصة للمرينجي لتأكيد سيطرتهم وطلاقة يدهم
على أوروبا؛ ولكن ليس في كل مرة تسلم الجرة...
البلاوجرانا استطاع
الحصول على تعادل مهم جدًا من سانتياجو بيرنابيوْ بهدفين لمثلهما، هدفا
ريال مدريد كانا من توقيع كلٍّ من ماثيـوس والنجم التاريخي خينتو بينما
برشلونة فاستطاع تعديل النتيجة في آخر لحظات المباراة عن طريق هدفين من
لويس سواريز...
لقاء العودة كان مثيرًا على أرضية ميدان كامب نو في شهر نوفمبر عام 1960 إذ
تمكن البرسا من انتزاع الفوز بهدفين مقابل هدف واحد، هدف ريال مدريد سجله
كاناريو بينما سجل للبرسا كل من فيرجاس وإيفاريستو؛ هدف الأخير كان في غاية
الروعة برأسية جميلة مع ارتماءة في غاية التفاني. الغريب في الأمر أن
البرازيلي إيفاريستو انتهى به الأمر لاعبًا لريال مدريد بعد ذلك.
هكذا تأهل البرسا إلى الربع وأنهى سيطرة البلانكو على دوري أبطال أوروبا
والتي استمرت لخمس نسخ؛ إلا أن البلاوجرانا لم يتمكنوا من الحصول على لقب
المسابقة فقد انهزموا أمام بنفيكا في النهائي بنتيجة 3-2 في مباراة مثيرة
أخرى.
حــلــم لــم يــكــتــمــل (1999/2000): هو حلم أحد الفرق الكبيرة في إسبانيا، ليس ريال مدريد ولا برشلونة،؛ إنه
فالنسيا، موسم 1999/2000 كان من أجمل المواسم على لوس تشي، بفنيات القائد
العجيب مندييتا وأهداف البيوخو لوبيز وقتالية كيلي جونزالز، شاركوا في دوري
أبطال أوروبا بعدما حصلوا على المركز الثاني خلف برشلونة في الموسم الذي
سبق، لم يكن يرشحهم إلا القليل للتألق فقد ضن الجميع أنها سحابة صيف وتألق
عابر من فريق طري العود، إلا أن فالنسيا أثبت العكس، فتألق فعلاً وأقصى
أعتى الفرق الأوروبية في أول مشاركة له في دوري أبطال أوروبا بمسماه
الجديد؛ أخرج لاتسيو في الربع ومن بعده برشلونة في النصف في مواجهة إسبانية
أخرى ولكن الحديث ليس عنها... الحديث عن النهائي أمام ريال مدريد.
بالمقابل ريال مدريد الذي لم يكن يقدم موسمًا جيدًا كعادته في الليجا حيث
كان ديبورتيفو يكتسحها، كان تركيزه على دوري أبطال أوروبا؛ تقابلوا مع
الشياطين الحمر في نصف النهائي فأخرجوا أبناء فيرجسون ولا أحد ينسى مراوغة
ريدوندو العجيبة على الجانب الأيسر قبل إهدائه لهدف سهل لراؤول. وصلوا إلى
النهائي، على ملعب فرنسا الخلاب... خبرة البلانكو أمام طموح لوس تشي.
إنها أول مرة في تاريخ "التشامبيونز" التي يتقابل فيها فريقان من بلد واحد
في الدور النهائي. للخبرة دور كبير في هذه المواقف فقد تمكن ريال مدريد من
التغلب على فالنسيا بسهولة في انتقام شرس من الخفافيش الذين تغلبوا على
البلانكو في بيرنابيو في الليجا؛ فما ينفعهم ذلك الآن؟
ريال مدريد بسط سيطرته على الملعب وكان السيد والمهيمن بفنيات راؤول
ومهارات ماكمانامان وقدرات موريانتس... هؤلاء الثلاثة هم من سجلوا؛ لا أقل
ولا أكثر، ثلاثة أهداف في مرمى سانتياجو كانيساريس بدأها موريانتس في الشوط
الأول وأتبعها ماكمانمان بهدف رائع في منتصف الشوط الثاني وأطاح راؤول بكل
أمل للخفافيش في نهاية المباراة بالهدف الثالث من هجمة مرتدة سريعة.
هذه نهاية حلم فالنسيا في الفوز بدوري أبطال أوروبا، الحلم الذي كاد يتحقق
في العام الموالي أيضًا إلا أن ضربات الجزاء الترجيحية أبت ذلك ثانية
وأهدت اللقب لبايرن ميونخ؛ هكذا فإن لقب "التشامبيونز" يبقى دينًا لجمهور
فالنسيا في رقبة النادي وعليه تسديده إن عاجلاً أم آجلاً.
كلاسيكو أوروبي آخر (2001/2002):ريال
مدريد وبرشلونة عادا للتواجه مرة أخرى في دوري الأبطال، هذه المرة في دور
قبل النهائي، طريقهما في المسابقة تقاطع وشاء القدر أن نرى في هذه النسخة
مبارتي كلاسيكو مرة أخرى، ذهابًا وإيابًا...
ريال مدريد المدجج بـ
لوس جالاكتيكوس تمكن من انتزاع فوز خارج قواعده في مباراة الذهاب على أرضية
ميدان كامب نو بهدفين دون رد، الهدفان جاءا في الشوط الثاني، الأول كان من
توقيع الأسطورة زيدان بعد هجمة مرتدة انفدرد على إثرها الفرنسي بالحارس
بونانو ورفع الكرة من فوقه بمهارة، بونانو لمس الكرة ولكنه لم يمنعها من
دخول الشباك. أما الهدف الثاني فقد كان من توقيع ماكمانامان بعد مجهود كبير
من راؤول الذي خطف الكرة من الدفاع لتصل إلى اللاعب الأشقر على الجهة
اليمنى فرفع الكرة بدوره بفنيات عالية على بونانو المتقدم وذلك في الوقت
بدل الضائع من المباراة.
"الشوط
الثاني" من الدور نصف النهائي لُعب على أرضية سانتياجو بيرنابيو، تفوق
واضح في النتيجة لريال مدريد جعل الأمور تكون أسهل بعض الشيء بالرغم من أن
البرسا حاول التعويض وصنع الفرص عن طريق كلويفرت وروتشيمباك وباقي النجوم،
وحين بدا أن البلاوجرانا قد دخلوا في جو اللقاء جاءتهم الصفعة
من المختفي في المباراة راؤول بهدف رائع من خارج منطقة العمليات... البرسا
استطاع تعديل النتيجة عن طريق "هدف جميل" لهيلجيرا في مرماه بالكعب...
هدف
لم يغير الشيء الكثير فالتعادل بهذه النتيجة كان يضع ريال مدريد في
المباراة النهائية، خصمهم فيها كان ليفركوزن؛ ومن منا لا يتذكر هدف زيدان
الأسطوري وتألق الحارس الشاب -آنذاك- إيكر كاسياس... ذلك كان آخر لقب دوري
أبطال أوروبا يتوج به ريال مدريد حتى الآن.
أوروبا تنتظر يا إسبانيا...كانت
هذه أشهر ثلاث مواجهات للفرق الإسبانية في دوري أبطال أوروبا؛ طغى عليها
ريال مدريد وبرشلونة لأنهما الأكثر حضورًا ولكن تبقى الليجا ولاّدة للفرق
المتألقة ولعلنا في المواسم القادمة نرى بروز فريق آخر أيضًا والأقرب لهذا
هما فالنسيا وفياريال القريبان جدًا من حسم تأهلهما للنسخة القادمة الموسم
المقبل.