أحلى سجدة فى التحرير !!
تلك هى السجدة التى بحثت عنها كثيرا فى حياتى فعشتها امام الكعبة ... وشعرت اننى نسيت الدنيا وما عليها وانا بين يدى ربى ..
ولكن :
حينما كنت فى ميدان التحرير وسط شباب مصر بمسلميه ومسيحيه .. وكان هدف ثورة 25 يناير واضحا وضوح الشمس فى وسط النهار وجليا كالقمر وهو بدر جميل ..
وساعتها كان الترقب الحذر والاستفسارالعنيد والاستفهام المهم :
هل ستنجح الثورة أم ..... ؟!
ام كانت ايام اخذت زخرفها وازينت !!
الكل مترقب .. والكل منتظر .. والكل يتوجه الى ربه برفع اكف الضراعة .. بانتظار جواب السماء ..
وكان المطلب واضحا قلناه وعدناه وكررناه " الشعب يريد اسقاط النظام "
وحينما تم اعلان نجاح الثورة وكان
قرار الجمعة 11 فبرايربارزا واضحا .. فالكل فى لهفة وفرحة وسعادة .. لان
المولود رغم انتظار مخاضه الطويل وتعبنا فى اقناعة بالنزول على ارض مصر حتى
اراد الله ان لا يخذلنا .. وبالفعل تحقق مطلب الثورة الاول .. وساعتها ..
وانا على المنصة فى ميدان التحرير اخطب فى شباب مصر الذين صاروا اخوة لى
جميعا ... وساعتها دعوت للشهداء والجمع يردد آمين ..
وكررت الاية الكريمة " وما النصر الا من عند الله " فكررها الشباب ثلاثا وسمعت كلمة الله تهز بهو المكان وترعد اجواء الميدان .. لان الله اكبر وأقدر وأعظم ..
وذكرت اصحابى .. ان شعارنا " هى نفس واحدة فلتكن فى سبيل الله " وكررناها جميعا والله شاهد علينا ..
وكان النبى ( صلى الله عليه وسلم )
اذا جاءه خبر يسره كان يسجد لله شكرا .. وهنا رأيت لحظة السجود لله واجبة
فى المكان الذى بدأنا منه ثورتنا والمكان الذى شهد الله فيه على جهدنا و
نيتنا .. والمكان الذى احتضن شباب مصر الشرفاء الايجابيين .. وقلت بالحرف
الواحد هناك امر سأطلبه وأظنه صعبا .. فكان الرد من كل الميدان " مفيش حاجة صعبة ان شاء الله " ..
فقلت : ان نسجد هنا على هذه الارض ونشهد الله علينا اننا نشكره ونحمده على نعمته وفضله علينا ..
وهنا فى ميدان التحرير..
سجدنا جميعا كل فى مكانه شكرا لله ..
رائع هو المنظر ..
جميلة هذه الروح ..
مطمئنة هى القلوب ..
مبهرة هذه الرؤوس وعلى الارض ساجدة الى ربها وخالقها ...
وعاهدنا الله ان نبنى بلدنا
ونحافظ عليها .. وأقسمنا على ذلك وان نكون مع الحق حيث كان .. ومع الحرية
حيث دارت .. وانهمرت دموعنا حبا فى ربنا ان هدانا ووفقنا ... وعفويا كان
لسان الحال فى كل الميدان قول الله تعالى " وكان فضل الله عليك عظيما "..
ولا زالت مطالبنا باقية ...
حينها ذقت ... احلى سجدة فى حياتى .. مع عدم المقارنة من سجودنا امام الكعبة المشرفة ...
وحقا وصدقا وليس قولا
" لو لم اكن مصريا .. لوددت ان اكون مصريا "...